بالتوازي مع محادثات القاهرة.. اتصال بين بوتين ونتنياهو والبيت الأبيض يوجه رسالة حازمة بشأن إنهاء حرب غزة

أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مساء اليوم، اتصالًا هاتفيًا مع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تناول خلاله مستجدات الأوضاع في الشرق الأوسط، وخاصة خطة التسوية التي طرحتها الولايات المتحدة لإنهاء الحرب الدائرة في قطاع غزة.

وذكر الكرملين في بيان رسمي أن الزعيمين "ناقشا باستفاضة التطورات الراهنة في المنطقة، بما في ذلك الخطة الأمريكية للتسوية في غزة"، مشيرًا إلى أن بوتين شدد على "موقف روسيا الثابت الداعم لتسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية على أساس القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة".

وأضاف البيان أن الاتصال تطرق أيضًا إلى عدد من الملفات الإقليمية، من بينها البرنامج النووي الإيراني وجهود تحقيق الاستقرار في سوريا. كما هنأ نتنياهو الرئيس الروسي بمناسبة عيد ميلاده الثالث والسبعين، في حين وجه بوتين تهانيه للشعب الإسرائيلي بمناسبة عيد العرش اليهودي.

ويأتي هذا الاتصال في وقت تتواصل فيه المحادثات الحساسة في مدينتي شرم الشيخ والقاهرة، بين وفود من إسرائيل وحركة حماس، بوساطة مصرية وقطرية، في محاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى ضمن المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وبحسب مصادر إعلامية، يضم الوفد الإسرائيلي شخصيات أمنية واستخباراتية رفيعة، بينهم غال هيرش، منسق شؤون الأسرى والمفقودين، ونائب رئيس جهاز الشاباك نيتسان ألون، إلى جانب ممثلين عن الموساد والجيش الإسرائيلي، على أن ينضم الوزير رون ديرمر في وقت لاحق حال تحقيق تقدم ملموس.

في المقابل، يشارك في المفاوضات قيادات بارزة من حركة حماس من الداخل والخارج، فيما يعمل الوسطاء المصريون والقطريون على صياغة جدول زمني واضح لتنفيذ الاتفاق وضمانات دولية لالتزام الطرفين ببنوده.

وفي واشنطن، أطلقت الإدارة الأمريكية تصريحات حازمة تعكس رغبة واضحة في إنهاء الحرب. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، إن "ما شهدناه يوم الجمعة الماضي كان غير مسبوق، حيث اتفقت جميع الأطراف على أن الحرب يجب أن تنتهي".

وأضافت: "يريد الرئيس ترامب وقفًا فوريًا لإطلاق النار وإفراجًا عن الرهائن، وهناك جهود حثيثة تبذل على الأرض لتحقيق ذلك الهدف". وأوضحت أن الخطة الأمريكية تركز على ضمان أمن إسرائيل، ووضع إطار لحكم مستقر في غزة، مؤكدة أن "الخطة شاملة ومتوازنة وتراعي مصالح جميع الأطراف".

وتشير هذه التطورات المتزامنة — بين تحركات موسكو واتصالات واشنطن ومفاوضات القاهرة — إلى مرحلة دقيقة في مسار الجهود الدولية الرامية لإنهاء الحرب في غزة، وسط مؤشرات متزايدة على اقتراب التوصل إلى تفاهم مبدئي حول ترتيبات وقف إطلاق النار.